الفجر يطل بألوانه العميقة، وعلى فروع أشجار الصنوبر العالية تسكب الطيور أغانيها، والقمر يغوص في وهج الشمس الصفراء، وعلى هذا الإيقاع تتلاحم أحلامي وعبوديتي وشقائي. كنت أسير على غير هدى، لا أبحث عن شيء، ولا أضع أي هدف ليومي الذي بدأ وانتهى عند حالة من اليأس ألمت بي بعد صدماتي المتلاحقة بمن حولي. في هذا الصباح المضيء، وهذا النور الكامل الذي يشبه كثيراوهج الدمار الذي خلفته قنبلة هيروشيما. النور يخدع كل الوقت، ويبهرنا كل الوقت؛ فلا نرى ما وراءه. كلما استيقظت من جديد ينهار الليل، فأتمنى أن أعود إلى ليلتي خوفا من انبهار الضوء الذي يفقدني النظر. أحمل في ذاتي أملا بالعيش وحدي مع نفسي، في بقعة منعزلة من العالم، في ركن قَصيّ؛ أقرأ ما أريد، وأكتب ما يحلو لي، وأفكر. وأحلم، كطفل وليد، بأنْ أنفض عن نفسي غبار سنين من القلق وعدم الاستقرار، سنين من الألم، أنفض عن قلبي وجع النكران