في حياة كل منا هناك دائما لحظة فارقة لحظة يتوقف عندها القدر لينظر الينا مليا ، في انتظار قرارنا المصيري ، قرار ان اخطأناه قد يكون الاخير الذي نتخذه ، وقد يكون المنقذ من براثن أهوائنا وعشقنا الدامي ، وعند تلك اللحظة فقط حري بنا أن نخرس صراخ قلوبنا الذليلة ، ونصغى لصوت عقولنا ... "الساعة السابعة صباحًا يعلو رنين المنبه الخاص بحازم معلنًا انتهاء الهدنة اليومية بينه وبين عمله .. ,نعم هدنة ، فهو لا يتوقف عن العمل طوال يومه ، يعشقه ويعتبره أهم أولوياته التى خلقه الله من أجلها .,يمارس طقوسه اليومية من الاستحمام وحلق لحيته وتناول القهوة ثم ارتداء ملابسه متعطرًا بعطره المفضل ، لا ينسى ساعته الرولكس التى يرتديها فى معصمه الأيمن وهو فِعلٌ إعتاد عليه منذ صغره ولا يعرف سببًا لذلك .,يغادر منزله بمدينة نصر ليستقل سيارته الـ BMW ذات الدفع الرباعى موديل العام متوجهًا للشركة التى يعمل بها ,حازم عبد الرحمن يوسف .. مهندس يعمل بشركة بترول ( ايجيترول ) بمنطقة المعادى يودع عامه الرابع والثلاثون بعد أيام ، متوسط الطول قمحى البشرة يملك عينين عسليتين ، يقطعهما أنفٌ دقيق ، يتعامد على ثغرٍ حادٍ بين طعنتى الحسن على الخدين ، باختصار يمكن وصفه برجولى الوسامة ، هو ابنٌ وحيد لأب و أم قضيا عمرهما بالخليج قبل ان يتوفيا فى حادث سيارة وهو لم يزل في عامه الثامن والعشرون ."